في العالم الروحاني الليل هو الطريق إلى شهود الغيب ، ولقد أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام فقال:

﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ ^[1]

﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ﴾ ^[2]

﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾[3]

﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾[4]

﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ *تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ *سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ ^[5]

ولا بد من مراقبة وانقطاع كلي إلى الله تعالى إذا أردت التعلق به أو أردت ترسيخ هذه العلاقة وعد الله من بين سمات أوليائه البارزة أن جنوبهم تتجافى عن المضاجع في الليل يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، فالمتهجدون ينعمون بهدوء القلب وراحة البال وتنكشف لهم الأمور بشارة من ربهم وتقع لهم الرؤيا الصادقة ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي فشق ذلك على الناس فقال: ولكن المبشرات ، قالوا: يا رسول الله: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة﴾.

والشيخ محمد علي مونجيري طلب من الشيخ فضل الرحمن غنج مراد آبادي أن يعلمه صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن بمساعدتها رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام ، وبعد إلحاح أجاب بأن الشيخ سيد حسن رحمه الله قد حظي برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ببركة الصلاة التالية:”اللهم صل على سيدنا محمد وعترته بعدد كل معلوم لك”

ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ومن رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي﴾. [6]

قال تعالى :

﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ ^[7]

[1] سورة المزمل : الآية 1-2

[2] سورة الإٍسراء: الآية 79

[3] سورة الإسراء: الآية 1

[4] سورة الأعراف: الآية 142

[5] سورة القدر

[6] عن أبي هريرة- صحيح البخاري

[7] سورة الأحزاب: الآية 56