خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في أول ليلة من رمضان فقال: ﴿ أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين لله ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم﴾[1].

إن الله تعالى قد كتب على عباده صوم هذا الشهر وأنزل القرآن فيه كما أنزل فيه الكتب السماوية الأخرى ، فأنزل الصحيفة على سيدنا إبراهيم عليه السلام في اليوم الأول أو الثالث من هذا الشهر المبارك ، وأنزل الزبور على سيدنا داود عليه السلام في الثاني عشر أو الثامن عشر منه ، وأنزل التوراة على سيدنا موسى عليه السلام في اليوم السادس عشر منه ، وأنزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام في اليوم الثاني عشر أو ما يتلوه منه ، وموجز الكلام أن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهر مشحون بالبركة والعظمة والفضيلة،  يصقل الوعي الإنساني فترتفع الروح إلى الذروة العليا من العرش بعد اختراقها حجب السماوات السبع لمجرد أن صاحب الروح قام بتجويع نفسه لله رب العالمين ، وهذا هو الشهر المبارك الذي عرض فيه سيدنا جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام القرآن الكريم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرضه عليه مرتين في هذا الشهر.

ورتل القرآن ترتيلاً حتى توطد علاقتك بالله تعالى ، وابسط يدك وجد بها للفقراء والمساكين والأرامل وقدم لهم كل التعاون الممكن فقد كان النبي أجود في هذا الشهر من الريح المرسلة ، فتعال نتعاهد بأن نساعد إخواننا الفقراء تأسياً بنبينا صلى الله عليه وسلم.

[1] عن أبي هريرة – سنن النسائي الصغرى