یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
حب الثروة هو الوثنية
مکمل کتاب : تجلیات
المؤلف :خواجة شمس الدين عظيمي
URL قصير: https://iseek.online/?p=8332
﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا *فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا *أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ ﴾[1] .
فالأمة التي تعتي عن أمر ربها وتعكف على عبادة الثروة بدلاً من عبادة الله تتهاوى في قيعان الذل والصغار، وليس هذا بمجرد قصة أو حكاية بل إن هناك العديد من الشواهد على وجه الأرض. فكم ممن ملكوا الأرض في مشارقها أو مغاربها وشيدوا القصور لا ترى لهم باقة وأضحوا كالأمس الدابر، وتحولت قصورهم الشامخة أنقاضاً بالية مبعثرة في الأرض هنا وهناك.
﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾[2] .
ويغفر الله تعالى لنا اللمم، فالقانون الطبيعي إنما يتغاضى عن الزلات والثغرات ما لم نخل بالنظام الذي هدانا الله تعالى إليه، ولكن التصرف السيئ من قبل بعض الأفراد إذا أغضب الله تعالى وأقلق عباده الصالحين اشتغل نظام المعاقبة والمطاردة من الناس بالعذاب الأليم. فالقانون الإلهي يطيح بمثل هؤلاء الأفراد عن عروش الحكم إلى هوة الاستبعاد ، فإن الأمة هي نفسها أسلمت قيادتها إلى الثروة وأحبت عبودية شيء تافه لا يكاد يثبت.
لا يختلف رأيان في أن عصرنا الراهن هو عصر عبادة الثروة ، وليس هناك فرق جوهري بين عبادة الثروة وعبادة الأوثان؟
فإن عبادة الأحجار وعبادة الذهب شيء واحد في الأساس ، فالأوثان تجري صياغتها من الحجارة والأتربة، ومعادن الذهب والفضة هي الأخرى هيئة مقلوبة من التراب. وراح الناس يلهثون وراء الذهب والفضة والمجوهرات بصورة عمياء حتى أصبحت الثروة مقياس الكرم والأصل ، وبلغ جشع المال نقطة حطمت كل القيم الإنسانية، فتحولت أخلاق الآباء وكرم الأسلاف وتقاليد الشعوب كلها إلى مجرد كومات أنقاض، وتزعزع الإيمان بالحياة بعد الممات ، وأصبحت الأمة كلها مصداق قول الشاعر:
حياة ثم موت ثم بعث حديث خرافة يا أم عمرو
وتولد الشذوذ في السلوك جراء مجازر القيم الروحية ، وضرب أمر الله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾[3] عرض الحائط وقوبل بمعصية صارخة .
وإذا ما قام عباد الله تعالى الصالحون برفع عقيرتهم ضد هذه الظاهرة المتفشية جعل القوم أصابعهم في آذانهم ولم ينبسوا ببنت شفة ، فالصالحون يذرفون من عيونهم الدماء والشيطان ينفجر ضاحكاً متبجحاً بنجاحه المؤقت.
﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾[4] .
إن الإنسان جعل اقتناء الثراء غاية حياته وقرر تشييد القصور الفاخرة والمباني الفخمة مفخرة له ، ولم يعتبر بمن مضى ممن جعلوا بناء القصور الفاخرة غايتهم القصوى وكان العالم يرزح تحت وطأة شديدة من حيلهم وغشهم وبهرجة حياتهم ، ولما وقع عليهم سوط العذاب وتقلصت عنهم ظلال العفو والغفران، أضحوا جزءاً من التراب الذي ندوسه بأقدامنا اليوم.
﴿ كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وزروع ومقام كريم * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ *كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾[5] .
وكم نرى أمامنا معاقبات ترتبت على خرق القانون الإلهي: فكم أخذت بنا موجات الأمراض الجديدة المعقدة ، وكم من الناس مكبل في المخمصة والمجاعة برغم أخذه بزمام كل شي فالأولاد غير أسوياء والآباء غير أكفاء. وأصبحت الأمة خاوية من البصر والبصيرة ، وانتشرت الاختلالات العقلية اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتحول الموت إلى لعبة يتفرج عليها ، وما إن اضطرب القلب عالياً حتى يودع صاحبه الدنيا إلى المقابر. والإنسان أشد تعرضاً للخطر بحيث يتعدى قلبه أسوار صدره لمجرد سماع تحرك ورقة من الأوراق ، والخلافات الزوجية خلف جدران البيوت جعلت عصمة الزواج كلا على الجيل الشاب، وضاقت أبواب الرزق على كثرة الموارد.
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾[6]
[1] سورة الطلاق: الآيات 8-10
[2] سورة غافر: الآية 82
[3] سورة آل عمران: الآية 103
[4] سورة العنكبوت: الآية 40
[5] سورة الدخان: الآيات 25-28
[6] سورة طه: الآية 124
یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
تجلیات فصول من
نرجو تزويدنا بآرائكم.