یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
المتعنتون
مکمل کتاب : تجلیات
المؤلف :خواجة شمس الدين عظيمي
URL قصير: https://iseek.online/?p=8363
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ﴿إن تفكر ساعة في العالم أفضل من عبادة سنة﴾[1] ، فالذين تفكروا في عناصر الكون و تدبروا خلق إفراده فقد فازوا بالمرام، والذين انقطعوا عن خط التفكر في الكون أضحوا في عداد القوم الأموات البائدين.
ويمكن تقدير أهمية التفكر في خلق الكون من أسلوب القرآن الذي يلفت انتباه الناس بصفة خاصة إلى التفكر و التدبر ، وأن كل ما خلقه الله تعالى في السموات و الأرض ما خلقه باطلاً ، بل تمثل كل ذرة من الكون حكمة أو مصلحة خاصة .
فالقرآن يطالب النوع البشري الواعي في ستة وعشرون وسبعمائة موضع بدراسة الأكوان ، ومأساتنا أنا وضعنا نصب أعيننا مسائل التوحيد والصلاة والصيام والزكاة والحج وغيره لاغير ولم نعرج على الأمور الأخرى الموجودة في الكتاب المبين ولم نعلق أهمية بما بينه الرسول علية الصلاة والسلام من أن تفكر ساعة أفضل من عبادة سنة . ولقد قال الله تعالى :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾[2]
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[3]
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ﴾ [4]
وقال في معرض الزجر و التوبيخ:﴿ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ [5]
ووجه تهديداً صارخاً نحو هؤلاء المغفلين:
﴿ أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ ﴾ [6]
وهذا التهديد قد جاء في صورة أبلغ في:
﴿أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ﴾[7]
ولا نزال نصل ليلنا بنهارنا في دق الطبول بأننا مسلمون وإنا نحن الوارثون للنعيم ، وأننا مهبط رحمة الله تعالى وبركاته ، وأن خزائننا مملوءة أجراً ومثوبة، والواقع أننا محرومون بكل ما تحويه الكلمة من معنى ، فنحن ندعي أننا مؤمنون بالقرآن ولكنه لا يتطرق إلى أذهاننا البليدة فكرة عما هو مسار الإيمان في ضوء القرآن ؟
فالقرآن ينادي بوجود البصائر والحقائق في السماوات والأرض فالمؤمنين أصحاب نظرة عميقة في حقائق ومعادلات السموات والأرض الموجودة في الكون ، والمشاهدة الدقيقة للسماء التي تزيح الستار عن أنظمة دروب التبانة .
فالقرآن ينادي مرة إثر مرة بأن هذه الآيات للمؤمنين ، والمعنى إن هذه الآيات إنما هي مصروفة إلى الجميع ولكن التفكر فيها وتدبرها إنما هو حظ المؤمنين وحدهم ، وأما الذين يلفهم الجهل والطغيان والتعنت والجحود ، والذين هم كالأنعام بل ممن لا يلقون سمعهم إلى نصيحة أو كلمة حسنة فإن هذه الآيات سواء عليهم وجودها وعدمها .
فهل بوسع رجل مكفوف أن يتمتع بمشاهدة الأزهار الجميلة والمناظر الخلابة في روضة من الروضات ؟ وهل يستطيع فاقد البصيرة والإيمان أن يدرك المناظر الطبيعية ؟ لا: كلا: فالقرآن يقول عن أمثال هؤلاء :
﴿ وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾[8]
[1] ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ، وفي رواية لابن حبان : ستين سنة ، وفي رواية للديلمي : ثمانين سنة ، وفق لفظ : ألف سنة .
[2] سورة البقرة: الاية 164
[3] سورة آل عمران: الآيات 190-191
[4] سورة الروم: الآية 22
[5] سورة يوسف: الآية 105
[6] سورة سبأ: الآية 9
[7] سورة الأعراف: الآية 185
[8] سورة الحجرات: الآية 14
یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
تجلیات فصول من
نرجو تزويدنا بآرائكم.