القرآن الكريم :﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾[1] ، ومنتهى الإيمان أن تنفتح البصيرة ويتحول الغيب شهوداً وهذا هو الإحسان. والقرآن الكريم وثيقة حتمية تتضمن إلى جانب القوانين الإجتماعية صيغاً يستند إليها تسخير الكون ، وهذه الصيغ تكشف بكل وضوح وجلاء عن امكانية أن نضع عنا سلاسل الزمان والمكان بتحصيل علم الكتاب ، فالذي يعرف علوم القرآن ورموزه يقدر على التحليق في الجو وعلى نقل مادة معينة من مكان إلى آخر بدون وسيلة مادية ، وهذا العبد هو من الذين أنعم الله تعالى عليهم والذين سخر لهم الله تعالى كل شيء في السماوات والأرض.

ولا تتأتى الهداية للإنسان على وجه الأرض إلا من كتاب الله تعالى العظيم، فعليك أن تتلو القرآن الكريم هادفاً لتحسين حياتك بأشعته النيرة ، والقرآن بمثابة مرآة جلية تريك كل ما يشينك أو يزدريك من البقع والعيوب. وهو بمثابة موسوعة فلا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، والمسؤولية تنصب عليك بشأن مدى الاستفادة من النعم المذكورة فيه ، قال الله تعالى:

﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [2]

[1] سورة البقرة: الايات2-3

[2] سورة ص: الآية 29