یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
الصراط المستقيم والمنهج القويم
مکمل کتاب : تجلیات
المؤلف :خواجة شمس الدين عظيمي
URL قصير: https://iseek.online/?p=8349
لما أراد الله تعالى أن يجعل آدم خليفته في الأرض ، قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ وذلك دلالة على أن الله تعالى كما أودع في آدم صفات وغرائز الخير والفلاح كذلك جعل به جانب الشر والفساد ، وعلم أدم صفاته الدالة على خالقيته المعبر عنها ((بالأسماء))، ولما عرضهم على الملائكة :
﴿ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾[1] .
والتفكير يهدينا إلى أن الله تعالى قد رتب برنامج الأكوان على نمطي الخير والشر، لذلك لم ينفي ربنا ما أثارته الملائكة من الاعتراض والمفترض في هذا أن آدم مجرد شر وفساد ما لم ينتقل إليه علم صفات الله تعالى ، وتحول إلى خير محض وفلاح مع انتقال علم الخلق إليه.
وقبل آدم خلق الله تعالى ، الملائكة الذين لم يودع بهم غرائز الشر والفساد ، فلذلك قام بخلق من يجمع بين غريزتي الخير والشر ليعكف على الخير ويصدف عن الشر ويجعل نفسه على الخير (أي الصراط المستقيم) ويدعو غيره من الأخوة والأخوات إلى ذلك الخير. وهذه هي الدعوة التي بعث الله تعالى من أجل نشرها وتعميمها الرسل والأنبياء عليهم السلام الذين بلغ عددهم 124 ألفاً[2] ، وهذه الدعوة نسميها التبليغ.
ولقد قال الله تعالى في محكم تنزيله:
﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[3] .
و تتمخض عن هذه الآية ثلاثة خطوط إرشادية مبدئية:
- توجيه الدعوة بصفة حكيمة اجتناباً للشر واستناداً إلى الخير.
- إلقاء النصيحة بحيث لا تجرح المشاعر وبحيث يكون وجه الناصح طلقاً بهيجاً ، وتكون عيناه مملوءتين بالعطف والمودة ، ويكون قلبه كهف الإخلاص.
- وإذا أحتد النقاش حول شيء فلا يخشوشن الصوت ، وإن لم تكن هناك مندوحة من النقد فليكن النقد بناء ومعبراً عن الإخلاص والأخلاق ، وأسلوب التفهيم يجب أن يكون خلاباً لايذكي في المخاطب التعنت والنفور والتزمت ومشاعر الاستفزاز ، وإذا دام المخاطب على تعنته وتهكمه وجب الإقلاع عن مهمة الدعوة إذ ذاك وهو الخير.
وأن نشر الدين دوماً سار على منهجين:
منهج أن يتفاوض الإنسان مع مخاطبه حسب قدراته العقلية ويستميله إليه بحسن مبادرته ، ويتعهد ما يفتقر إليه ، ويحل مشاكله كما لو كانت مشاكله.
ومنهج آخر أن يقوم الإنسان بنقل أفكاره إلى غيره في حلة القراءة والخطابة. وهذا العصر الجديد إنما هو عصر المنهج الثاني ، فلقد تقلصت المسافات وانحصر امتداد رقعة الأرض في الكرة الأرضية ، فبالنسبة للانتقال السمعي فإن المسافة بين الولايات المتحدة الأميريكية وبين كراتشي أصبحت أقل من مسافة غرفة واحدة ، ونقل الرسالات من كراتشي إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو المملكة المتحدة أصبح ظاهرة روتينية تتكرر كل يوم. وينطبق الأمر ذاته على الكتابة فهناك حلقات من البث والإذاعة لا تكاد تنتهي ، وإن كتابة مضروبة على الآلة في الولايات المتحدة الأمريكية أو في غيرها من الدول النائية أمكن قراءتها في كراتشي أو إسلام آباد وكأن هذه الكتابة تجري في كراتشي أو إسلام آباد نفسها.
والكتابة إنما تحدث في القارئ انطباعاً يغرس في العقل بذور الفهم والإدراك التي تتحول شجرة ثابتة أصلها ثابت وفرعها في السماء. ولا بد أن تمارس العدل في الكتابة والخطابة وأن تنتقي من الكلمات والأساليب ما يبعث في القراء أو المستمعين أمل من الآمال، ولا توقعهم في حفرة الخوف والقنوط فإن المغالاة في التخويف والإنذار ربما تجر إلى القنوط من رحمة الله تعالى واليأس من إصلاح النفس ومن اللجوء إلى طريق النجاة ، وقدم فكرة حب الله تعالى لتمهد السبيل إلى خشية الله تعالى والتأدب معه بدلاً من خوفه والنفور منه حتى يلبي إلى رحمة الله تعالى ومغفرته بكل أدب واحترام. وقد وصف سيدنا علي كرم الله وجهه الذي يدعو إلى الله تعالى بحيث لا يقنط العبد من روح الله تعالى إذا عصاه ولا يأمن عذاب الله تعالى إذا أطاعه بخير العلماء.
وعليك أن تقوم بتبليغ الدين ونشر العلوم الإلهية ولو قليلاً ولكن بصفة دائمة، وأن تدعو الناس إلى الاستفادة من الكفاءات الروحية، وأن تواجه كل ما يعرض لك في هذا السبيل من المتاعب والمصاعب والقلاقل والنوازل، فقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام :
﴿ أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قلّ﴾ [4].
[1] سورة البقرة: الآية 32
[2] عن أبي رضي الله عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، فذكر الحديث ، إلى أن قال : فقلت : يا رسول الله ! كم النبيون ؟ قال : مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي.
[3] سورة النحل: الآية 125
[4] عن عائشة رضي الله عنها – انظر صحيح مسلم والبخاري
یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
تجلیات فصول من
نرجو تزويدنا بآرائكم.