یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
التوبة والإنابة
مکمل کتاب : تجلیات
المؤلف :خواجة شمس الدين عظيمي
URL قصير: https://iseek.online/?p=8342
يا صاح: اعترف بذنبك على عتبة خالقك عز وجل ، وانفجر أمامه في البكاء، وعد نفسك عاجزاً مكتوف اليدين أمام ربك الغفور الودود ستار العيوب غفار الذنوب؛ فالعجز والتواضع الذخيرة للمذنب ، ولا تقدم إلا إلى الله تعالى ، وإن قدمها أحد أمام من هو عاجز مثله فستتعرض هذه الذخيرة للضياع، ويتيه مقدمها في المتاهات ذليلاً مستهاناً به ، وتتحول لوامع عزه إلى دجى ذل.
فالتوبة عبادة ينفي بها العبد شخصه ويناجي ربه بما لا يناجي به غيره ، فالله تعالى هو المهيمن علينا وولينا الذي يغدق علينا سحائب رضوانه ، ولقد قال تعالى:
﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا﴾ [1] ، ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [2] .
والمنهج الفكري الصائب هو أن العبد مهما تعاظمت ذنوبه وتفاقمت أخطاؤه فإن عليه أن يندفع إلى عتبة ربه الغفور ويقدم له دموع ندمه في كل خشوع وتضرع وإخبات وتذلل. وليس هناك باب يخرج منه الإنسان بكل ما يروم اللهم إلا باب ربه عز وجل الذي يقدر على انجاز أمانيه وتحقيق رغباته ولو بلغت ما بلغت.
وقد سخر الله تعالى كل شيء في خدمة عباده ، وتوفر الموارد للعبد وما يطرأ عليها من نقص وزيادة ، ومرضنا وعافيتنا ، كل هذه الأمور ترجع إلى الله العلي القدير.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَه﴾. [3]
وإذا هوى العبد في هوة سحيقة من سيئاته ثم أناب إلى الله عز وجل نادماً على ما أسلفه ، باكياً على ما ارتكبه من الخطايا ، ثم أوثق لربه المواثيق من جديد وأخبت له بكل تضرع ، وذرف من عينيه ما يغسل كافة ذنوبه يكون ذلك ما سماه القرآن بالتوبة، وتلك التوبة إنما تأتي مفتاحاً لحل كل المشاكل وتفادي كل الأحزان والهموم المستقبلية.
وعلى العكس من ذلك فإذا لم يبال العبد بما يصدر منه من الخطأ والزلل فإن هذا العمل الممقوت يلوث باطنه ويلحق بهالخزي في الدنيا والآخرة ، وإذا أحاط به هذا العمل واستمر عليه بات ممن ختم الله تعالى على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ،فيتراكم العذاب على ذهنه وفكره في أشكال القنوط والبؤس والذعر والخوف.
قال الله تعالى : ﴿ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ [4]
والقرآن حيث يضع الإصبع على المرض يصف العلاج أيضاً بقوله:
﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [5]
إن القوم الذين تتفشى فيهم الخيانة والغدر يجثم على صدورهم خوف العدو ويتعرضون للوساوس والخزعبلات، ومهما بدا التطفيف والاحتكار والتهريب خلاباً جميلاً فإن عاقبته تكون وخيمة وهي المجاعة والجدب.
فارجع إلى ربك عز وجل منيباً إليه ومستغفرا منه وثق بأنك لن تستريح إلا بعد القضاء على هذه الظواهر الشائنة من جسم الملة الإسلامية.
[1] سورة الكهف: الآية 58
[2] سورة الشورى: الاية 25
[3] سورة التحريم: الآية 8
[4] سورة الشورى: الاية 30
[5] سورة النور: الاية 31
یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
تجلیات فصول من
نرجو تزويدنا بآرائكم.