یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
أعواد المكنسة
مکمل کتاب : تجلیات
المؤلف :خواجة شمس الدين عظيمي
URL قصير: https://iseek.online/?p=8358
إن وضع الكون يبين لنا إن الشيء الموجود سبق وجوده في مكان ما ، فما من شيء إلا وهو مرتبط بالماضي والحال. وحينما نلم بذكر الماضي فإننا نتعرف على أسلاف شيء معين فلو أمكننا التحدث إلى شجرة اللوز مثلاً لسردت تلك الشجرة لنا نسبها كما يسرد الإنسان شجرة نسبه في معرض الكلام عن مآثره العائلية. ولا يسعنا أن ننكر إن فصائل الغنم هي الأخرى قائمة على مقاديرها المعينة ومقتضياتها الطبيعية .
وكما للبيوت والأنواع والخلق شجرات كذلك الحسنة والسيئة ، فالحسنة أيضاً أسرة أو شجرة ، ولما تصبح هذه الشجرة قائمة على أصولها تتفرع منها آلاف الأغصان والأزهار والأوراق التي تمتد فتكون الشجرة ظلاً وارفاً لأسرتها وعشيرتها وذريتها.
وربما لا نقيم وزناً لسيئة لكن قد تتطور تلك السيئة العادية أو التافهة فتتحول إلى شجرة، وهذه الشجرة بأشواكها وأزهارها الذابلة وأوراقها الجافة والسوداء الخشنة و أغصانها الميتة تكون سبباً للهم لكافة نوعها ، ثم يحول هذا الهم إلى وخزات الضمير ويولد أنواع من الأمراض لا يمكن للإنسان تفاديها مهما بذل من محاولات .
جدبتنا لإدراك الواقع تحتم معرفة أن الخير والشر حيان يتحركان كأغصان أسرة واحدة في كافة مراحل الحياة ، فشجرة الخير تورث ظلال الرحمة والبركة وشجرة الشر تضفي ظلال الخوف والقلق والهم والسآمة على النوع البشري . وعلى كل شخص أن يعلم بأن أعضاء الأسرة الواحدة يشكلون وحدة متكاملة طالما تعايشوا في تفاهم متبادل وتضامن عاطفي، وتكون كلمتهم نافذة ويتمتعون بقوة جماعية فمثلاً إذا فككنا المكنسة عوداً عوداً ، وضربنا بكل عود منفصل ولو بلغ عدد تلك الأعواد آلافا مؤلفة ، فلن يحرك الضرب ساكناً ، ولكن إذا ضربنا بها وهي مجتمعة على شكل المكنسة حينها سيترك الضرب جسم المضروب أزرقاً قاتماً.
ينبهنا القرآن إلى توحيد صفوفنا وجمع شملنا ويرشد المسلمين كعشيرة وأسرة وكشجرة باسقة إلى أن يعتصموا بحبل الله تعالى جميعاً ولا يتفرقوا ويتنازعوا فتذهب ريحهم ، فمن محتويات هذا الأمر القرآني أن يجتمع المسلمون أياً كان مسلكهم على منصة واحدة ويطرحوا خلافاتهم جانباً عن طريق الاعتصام بحبل الله تعالى جميعاً ، فيا حبذا لو أدرك المسلمون هذه الحقيقة.
ومن سوء حظنا إن المسلمون ليسوا متفقين على القرآن من ناحية التفسير ، فتفسير آية واحدة يؤول إلى أقوال كثيرة متعددة متضاربة ، ولا يمكن لأحد أن يتخذ موقفاً حاسماً بالخوض في التفاسير، فالمفسرون لا يوجد لديهم مقياس يمكن التعديل عليه بصدد أولوية قول من غيره ، وأدت هذه الظاهرة إلى تطاول شجرة الخلاف وتكاثفها ، فالشجرة التي كان تحتها بالأمس عدد قليل من الناس نرى تحتها اليوم حشوداً جمة يغطون في سبات عميق.
وإذا بحثنا في عصور أسلافنا وما كانوا عليه من الظروف ، أسفر البحث عن أنه كانوا محافظين على وحدتهم ولم يواجهوا صعوبة في إدراك الإشارات اللطيفة والكنايات البليغة من القرآن الكريم ، ولما نال الزمان من وحدتهم وأحلت الشجرة الخبيثة مكان الشجرة الطيبة توزعت أسر المسلمين في أفراد و أشخاص و تعامت عن الحكم و الأنوار الإلهية. قال الله تعالى:
﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم منها ﴾[1]
إن سائر الكون و النوع البشري من خلق الله تعالى ، فالأم التي تنجب سبعة أولاد أو ثمانية أو تسعة لا تحب أن يدب بينهم الخلاف ، فالأمومة الطبيعية تستدعي الوئام و الوفاق الكلي بين أولادها والالتفاف حولها حتى لا ينتهي تمركز الأم .والله تعالى كالأم على وجه المثال ، فربوبيته و محبته تقتضي اجتماع أفراد الأسرة الإنسانية والتعايش السلمي بسعادة على وجه الأرض ، ولا شك إن سعادة الخلق سترضي الله رب العالمين.
[1] سورة آل عمران : الآية 103
یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
تجلیات فصول من
نرجو تزويدنا بآرائكم.