إن الدعوة إلى الدين وتبليغه من الواجبات الدينية التي انتقلت إلينا من رسولنا صلى الله عليه وسلم فيجب أن يتأسس هذا الواجب الهام على الحكمة والموعظة الحسنة والاتزان والرصانة والوقار .وعليك أن تتفاوض مع مخاطبك  حسب مبلغ علمه ومستوى ذهنه ، وتثير في الناس عواطف الخير والنصح والإخلاص وتقضي على مفاسد التعصب والتعنت والتهكم.

ولا تؤكد في خطاباتك وكتاباتك على التخويف وتصوير العذاب لأنه يقنط الناس من رحمة الله تعالى ، بل اذكر هذا الجانب بكل ايجاز وابسط جوانب رحمة الله تعالى التي تسع سائر الكون وتساير كافة المخلوقات الموجودة فيه.

كما يجب علينا أن نخاطب أولاً وقبل كل شيء أنفسنا بما نريد أن نخاطب به الآخرين ، وأن نحرص على قبول ما نحب من الناس أن يقبلوه ، وأن نبرهن بالأعمال والعلاقات الخاصة والأعمال الأدبية والتعلق  بالله تعالى على أننا نموذج لما نقول ، ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به طبقة من أمته في وضع بائس تقرض شفاههم بمقارض من نار فسأل عنهم جبريل عليه السلام فقال: هؤلاء خطباء من أهل الدنيا كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.

إن الطريق النافذ إلى ابتغاء مرضاة الله تعالى والعودة إلى دينه هو تقديم الخدمة المخلصة إلى خلق الله  على أساس القيم الإنسانية ومشاعر الإخلاص والنصيحة لا على أساس المبادلة الهابطة ، وإقامة الحب مع العباد وخدمتهم على أساس أنهم من خلائق الله تعالى وسيلة لابتغاء مرضاة الله تعالى وقربه.