إن القرآن الكريم قد جاء نعمة جليلة على النوع البشري أسداها الله تعالى إلينا بواسطة حبيبه صلى الله عليه وسلم فذلك الكتاب لا ريب فيه منجاة لمن أراد الخير والهدى ، وهذه الصحيفة المقدسة تتضمن كل شيء من مبادئ الاقتصاد والاجتماع حتى طرق خلق الكون وتسخيره ، فلا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

ولقد أرشدنا الله تعالى إلى واجبنا تجاه كتابه بقوله:

﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ ^[1]

ومن واجبنا تجاهه ألا نتلوه تبركاً أو لا نقتصر على اتخاذه زينة لبيوتنا فحسب بل نتفكر بآياته ونتدبرها حق تدبرها.وأما تفهيم معاني القرآن فقد جعل الله تعالى هذا تيسيراً منه حيث قال:

﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾[2]

فهذه الآية الشريفة تلقي ضوءاً على ما ينبغي أن يكون عليه موقفنا من القرآن وهو الاستفادة منه والالتزام بتدبر آياته حتى تتنور أرواحنا بالهدى والكتاب المنير ونتأهل للصفات التي تسخر للعبد السماوات والأرض.

[1] سورة ص: الآية 29

[2] سورة القمر: الآية 17