من واجبات المسلم أن يحلي أهل بيته بالأخلاق الإسلامية الفاضلة ، وألا يدخر جهداً في تربيتهم وتثقيفهم حتى يصبحوا مثلاً أعلى للمجتمع الذي يعيشون فيه ، وحتى يحرز الأبناء كل التوفيق و النجاح ليساهموا في تنمية البلاد ، وحتى يجعل البنات أنفسهن زوجات صالحات و أمهات سعيدات فتكن كفيلات بمستقبل وضاء للنوع البشري يقمن رفاهيته ومساواته ، وها هو القرآن ينادي بلهجة آمرة: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ ^[1]

ومن واجبات الزوجات الانقياد التام لأزواجهن بكل انشراح صدر ، فإن هذا الانقياد بريد الخير والمسرة ولأن هذا مما أمرهن الله تعالى به ، وأية زوجة انقادت لأمر زوجها فقد أرضت الله تعالى بعملها ، فالانقياد كما أنه وسيلة لإطاعة الله تعالى فكذلك هو ظاهرة ناجحة لإبقاء الحياة الزوجية متحررة من أي  خلاف أو صدام ، فقد قال تعالى : ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ﴾ ^[2]

وكذلك من واجبات الأزواج ألا يمارسوا ضغوطاً غير مسموح بها على زوجاتهم ، وأن يلبوا مطالبهم برحابة صدر ، وألا يضايقوهن ، وأن يبذلوا الجهود لأداء حقوقهن وهو عمل طيب يستحق كل التقدير ، واستمرار هذا العمل لا يكفل نجاح الحياة العائلية فحسب بل يعود على الزوج بمردود وافر يوم القيامة .

وتكمن أهمية الزوجة كون الله أحسن الخالقين جعلها أداة للتخليق الآدمي ووسيلة لنشأته ونموه ، ولقد أمر الله بحسن معاشرتهن فقال: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ ^[3]  وقال أيضاً : ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾ ^[4]

وهل يشق الرجل الواعي  لباسه هباء وسدى أم يصونه؟

[1] سورة طه: الآية 132

[2] سورة النساء: الآية 34

[3] سورة النساء: الآية 19

[4] سورة البقرة: الآية 187