یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
قاموس النيران
مکمل کتاب : تجلیات
المؤلف :خواجة شمس الدين عظيمي
URL قصير: https://iseek.online/?p=8335
لقد خلق الله تعالى جهنم وهي تستعر بمحيطات من النيران، وتضج بالحيات والتنانين، والأفاعي والثعابين، وفيها أودية مملوءة بالبراكين المتفجرة، فطعامها الزقوم، وشرابها الذي يتدفق من أمعاء أهلها وأوردتهم وشرايينهم إنما هو صديد أو ماء كالمهل يشوي الوجوه، ويقول الوعاظ:
“ يا أيها الناس اتقوا ربكم وإن لم تتقوه عاقبكم بما كان مجرد تصوره يسحق العظام ويذيب البدن، وإذا هاجمتكم الثعابين بلسعاتها خسف بكم في قعر النار الحامية، ثم تخرجون منها وتعاد الكرة، وتسقون حميماً تتدلى به الشفاه وتتهدل” .
تقع هذه الكلمات على مسامعنا كرصاص مذاب، والإنسان الهلوع إذا ألقى سمعه إلى هذه الألوان المخيفة من العذاب تمثل له ربه كذات مخيفة للغاية مرهوب منها، وهذا التصور يهوي به في هوة سحيقة من الذعر والخوف حيث لا يرى ربه إلا رمز اً للإرهاب والإخافة.
فلم لا يقوم علماؤنا وحكماؤنا على المنابر والمنصات فيبينوا لنا صفات الله تعالى الجمالية الرحيمة ، وأنه هو الذي يرزقنا ونحن في بطون أمهاتنا، ويسوق السحاب من مكان بعيد ليمطر على أرضنا الهامدة فتتحول الأرض الهامدة ربيعاً جميلاً زاهراً في زينة العروس وبهجتها ، وأنه زين السماء الدنيا بمصابيح تنوّر نواظرنا وتسر سرائرنا، وأضفى على مشاعر الإنسان ألواناً من البهجة بإنبات الأزهار الباسمة من بطن الأرض، وسخر لخدمتنا طوابير مديدة من الأشجار الملتفة والمثقلة بالثمار، وجعل أوراق الأشجار تغني لنا لتطرب أرواحنا حينما تميس تلك الأوراق بفعل الرياح ، وجعل الرياح تعزف على الأشجار، والأغصان تتراقص وكأن الطبيعة نفسها تهتز وتتبختر في نشوة عجيبة، والمطر كأنه عروس يعرق جبينها من الحياء تنشر البهجة في ظلمات الليل وأنوار النهار الباهرة وكأن الشمس تغمض جفنيها حياء من المطر، ويا له من مطر، فالشمس التي مهمتها إحراق ما أتت عليه تلين جلودها ويصبح الجو مغسولاً وتكتسي الأشجارحلة قشيبة.
فالله تعالى قد قيض للإنسان من وسائل الحفاظ على الحياة ما لا يكاد يعده الإنسان، فإذا غلبك التعب أنشدك الليل بترانيمه ليحلو لك النوم، وإذا أخذتك الهجعة أيقظك جيش النهار الباسل بقرع نوافذ ذهنك في هدوء وبطء صافيين.
فيا حكماءنا: ما لكم كيف تحكمون؟ أفلا تذكرون ذلك الرب عز وجل الذي ركب فينا جهازاً تشتغل كل أدواته وآلاته بدون حول منا ولا قوة ، والذي دفق في شبكات العروق دماً يجلو البدن وينشطه، والذي جعل الدماغ محطة يبث منها نبأ استمرارية الحياة ويتحكم بها في الجهاز العصبي، ووفق الأمعاء لتحليل الأغذية ومعامل البدن ، وجعل العيون آلات تسجيل للمشاهد الطبيعية.
ويا علماءنا وأئمتنا: لم تحصرون الله تعالى في ذات مهولة مخيفة ترتعد منها الفرائص وتنخلع لها القلوب ، ويهتز لها كل عضو كالورق اليابس. فالكل يعلم أن الخوف والروع وصفة مثالية للبعد والفراق، وأن الخوف يؤدي إلى الاختناق والاضطراب والقلق ، كما ويقيم جداراً بين القلوب.
ويا أكابري المدعين لمفاخر أسلافي: هل ستحبون الاقتراب أو الدنو من والديكم إذا تأكدتم من أن نيرانهما تلتهب بوجودكم ؟
فقانون العالم هو الحفاظ على المدنيين الأبرياء ، ولا يحب ولاة الأمر المدنيين الأبرياء فحسب بل وويوفرون لهم ما يحفظ صحتهم ويسد حاجياتهم.
ويا حكمائي: لماذا لا ترشدون الحشود التابعة لكم السائرة خلفكم إلى إتباع القوانين الشرعية ؛ فإن شارع القوانين يحب من خضع له ولقوانينه ، فمن تمتع بوسائل الله تعالى المنتشرة صبراً وشكراً رضي الله تعالى عنه ، ومبعث الرضا أن تلك الوسائل إنما خلقها الله له. فإنسان هذا العصر مثلاً إذا امتنع عن ارتداء الأقمشة الحديثة واستبدلها بالملابس الخشنة سيساهم في إقفال آلاف المصانع المنتجة للقماش، وتجويع ملايين العاملين فيها، أي الإنسان إذا تجنب الاستفادة من وسائل الراحة والرفاهية سيقعد في الفقر والبؤس.
ومن مفاهيم الشكر أن يستخدم الإنسان آلاء الله تعالى، ومن مفاهيم الصبر أن يرضى العبد بما قسمه له ربه عز وجل. وإذا كفر العبد بنعمة ربه ولم يتعلق بالصبر توطد في قلبه العكوف على الدنيا التي ليس لها بقاء، ولا يحب الله تعالى من العبد أن يجعل الشيء الفاني غاية حياته ، بل يحب منه أن يبحر في روضات نعمه ويبحث عن طريق الحياة الأبدية ويعتبر أسباب الحياة وأمتعتها كلها غبار ذلك الطريق وعجاجه.
وإذا أردت أن تكون سعيداً فعليك اتقاء الشر فالله تعالى يحب المتقين، وعليك الوفاء بحقوق الأقرباء والمساكين والضاربين في الأرض.
وعليك تجنب الإسراف والتبذير :﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾[1] .
وإذا كنت معدماً يعوزك الإنفاق في سبيل الله تعالى فعليك أن ترد السائل بقول لين ولا تنهر.
﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا﴾[2] .
وعليك الوفاء بالعهود والمواثيق فإن العهد كان مسئولا، وأوف الكيل والميزان ولا تكن من المطففين، فهذا الإيفاء خير يؤدي إلى الخير:
﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً *وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً﴾[3] .
[1] سورة الإسراء: الآية 27
[2] سورة الإسراء: الآية 29
[3] سورة الإسراء:الآيات 36-37
یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
تجلیات فصول من
نرجو تزويدنا بآرائكم.