یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
تسخير الكون
مکمل کتاب : تجلیات
المؤلف :خواجة شمس الدين عظيمي
URL قصير: https://iseek.online/?p=8331
لما أراد الله سبحانه وتعالى خلق الكون ، دار النقاش حول نظام يتحكم في الكون لأن ركب الكون لا يتحرك ولو بوصة إلا إذا اقترن بنظام شامل أو قاعدة جامعة، فالقرآن الكريم يقول: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾[1] كما ويوجه الناس إلى أن تسيير الأنظمة يتطلب المشتغلين والعاملين.
ونحن نشاهد أن الكون إنما هو مجموعة للقوانين الطبيعية المادية والكهربائية والمغناطيسية والعلمية ونعرف تماماً أن القوانين تهيمن على المظاهر الطبيعية والمشاهد الكونية؛ فكل شيء في الكون مترابط متشابك بعضه ببعض بموجب نظام، ولا تنفصل أي وحدة في الكون عن وحدة أخرى.
إن كل المشاهد التي تعمل كأدوات كونية يعدها القرآن الكريم من آيات الله تعالى ويدعو النوع الإنساني لا سيما على الواعين المستنيرين أن يدرسوا المشاهد الأرضية والمظاهر السماوية بحذافيرها ، ويتفكروا في هذه الآيات بمنتهى التعمق. فلا يريد الله تعالى من عباده ألا يظلوا متفرجين صامتين بل يستخدموا كفاءاتهم العقلية الموهوبة من أجل التدبر والتفكر والنظر والاعتبار ويتجلى ذلك في أقواله سبحانه: ﴿ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾[2] ،
﴿ أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ﴾[3]
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾)[4] ،
﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ﴾[5] ،
﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ﴾[6] ،
﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾[7] ،
﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾[8].
فمن خلال آيات التذكير بمعالم الكون يتضح كالشمس في رائعة النهار أن خالق الكون قد أمر الإنسان بإرخاء أزمة التفكير في قوانين خلق الكون بدقة واهتمام بالغين حتى تتبلور أمام عينيه صناعة كل شيء. والطالب الذي يخوض في صيغ الخلق وطرق التكوين إذا تسنم الذروة العليا من التدبر والتفكر تجلى له من العلوم ما ينتهي بما لا حد له ، فعلم هذا الطالب لا ينحصر في بطون الكتب ولا يجلس على العتبة التي بناها الأسلاف يحصي طوب البنايات ، بل يتوصل عن طريق المشاهدة والتحليل وبمساعدة الفكر إلى أن مزيج الغازات في الجو المحيط يضفي على الأرض حياتها، فتصبح مشاهدة ظاهرة الأمطار والرياح والكربون والأكسجين بالنسبة له شيئاً عادياً.كما أنه يعلم أن حجم الكرة الأرضية إنما جعل في قدر معلوم وملائم ، فلو طرأت على حجمها بعض الزيادة لازداد الثقل النوعي وأدى ذلك إلى انحسار الرياح (ثاني أكسيد الكربون) إلى سطح الأرض بدلاً من انتشاره في الجو فيتعطل جهاز التنفس الإنساني ، ولو طرأ عليه بعض النقص لارتفع (الأكسجين) في الجو قاضياً على حياة كل متنفس.
وليس بعيداً عن المشاهدة أن مسافة الأرض من النيرين هي الأخرى قائمة على مقادير معلومة ، فلو جعلت الأرض أبعد من الشمس لتجمدت الأرض ولما وجد على أديم الأرض سوى الكتل الجليدية الضخمة ، ولو جعلت الأرض أقرب منها لحولت حرارة الشمس المتوهجة كل المحاصيل رماداً ، ولو أختلت المسافة بين الأرض والقمر لارتفعت موجات المد والجزر وابتلع البحر كل شيء يوجد على الأرض.
فالعبد المتدبر في الكون وطالب العلوم الروحية يقودهما التحليل والمشاهدة إلى أن يتعرفا على أن الشعور الأعمى ليس له ضلع في ترتيب عناصر الكون وتوازنها وترابطها وانتظامها وإفادتها وغايتها بل أن هناك قوة أو ذات تحافظ على بناء نظام الحياة والكون أزلاً وأبداً ، وأن كل هذه العناصر والمظاهر والمشاهد قائمة على مقادير معينة معلومة في غاية من التنسيق والترابط والحبك.
﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * والَّذِي قدر فَهَدَى ﴾[9] .
[1] سورة يس: الآية 82
[2] سورة يونس : الآية 101
[3] سورة ق: الآية 6
[4] سورة محمد: الآية 24
[5] سورة الأنعام: الآية 50
[6] سورة الأنفال: الآية 22
[7] سورة الجاثية: الآيات 3-4
[8] سورة يونس: الآية 5
[9] سورة الأعلى: الآيات 1-3
یہ تحریر اردو (الأردية) میں بھی دستیاب ہے۔
تجلیات فصول من
نرجو تزويدنا بآرائكم.